عندها قاتلهم علي رضي الله عنه في حروراء. وبعيدا عن تقييم الحرب المستعرة الآن، وتراكمات المؤامرات العالمية فيها، وواضح أن المخطط هو أن يكون الرابح الأكبر هم اليهود والغرب الحاقد؛ إلا أنني أقف عند معاملة الأسير بهذه الطريقة. فصريح القرآن يوجّه إلى حسن المعاملة. وحتى لو كان القرار قتله، فلا يجوز بالحرق؛ فهذا محرّم، بعيد كل البعد عن روح الإسلام الذي هو دين الرحمة. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة…". وحين مرت جنازة أمامه قام لها، فقيل له إنها جنازة يهودي. فقال: أليست نفسا؟! وبقي واقفا حتى توارت. هكذا هي قيم الإسلام حين يقيم الاعتبارات للمعاني الإنسانية، وحين نستشعر عالمية الرسالة وما تتطلبه من رحابة الصدر وسعة الأفق. وهي المعاملة إياها التي عامل بها المسلمون أسراهم، فكانت معاملتهم لهم سببا في دخول بعضهم الإسلام؛ لأن واجب المسلم، كما قال صلى الله عليه وسلم، أن يأخذ بحُجَزهم عن النار، أي يُبعدهم عن النار. ولكن فئة من المسلمين تحرق المسلم بالنار وتشرِّع هذا الأمر! جاء في صحيح البخاري، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: "بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث فقال: إن وجدتم فلانا وفلانا فأحرقوهما بالنار.
قال: والنمل على ضربين: أحدهما مؤذ ضرار فدفع عاديته جائز، والضرب الآخر: لا ضرر فيه وهو الطوال الأرجل لا يجوز قتله.
لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار.... ما صحّة هذا الحديث؟ ـ [قاهر الفتن] ــــــــ [14 - 11 - 05, 03: 43 م] ـ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما صحّة الرّواية التي عند أبي داود عن ابن مسعود أن الرسول عليه الصلاة والسلام في قصة قال أنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار وجزاكم الله خيرًا ـ [الأحمدي] ــــــــ [14 - 11 - 05, 05: 41 م] ـ جاء في سنن أبي داود: - حدثنا سعيد بن منصور قال ثنا مغيرة بن عبد الرحمن الحزامي عن أبي الزناد قال حدثني محمد بن حمزة الأسلمي عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره على سرية قال فخرجت فيها وقال {إن وجدتم فلانا فأحرقوه بالنار " فوليت فناداني فرجعت إليه فقال " إن وجدتم فلانا فاقتلوه ولاتحرقوه فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار}. قال الشيخ الألباني: صحيح - حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى قال أخبرنا أبو إسحاق الفزاري عن أبي إسحاق الشيباني عن ابن سعد قال غير أبي صالح عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمرة معها فرخان فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة فجعلت تفرش فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال {من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها} ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال: {من حرق هذه؟} قلنا: نحن, قال: {إنه لاينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار}.
ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها لا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهدها فليس مني. ومن قاتل تحت راية عمية يدعو إلى عصبية أو يغضب لعصبية فقُتل فقِتلة جاهلية". فقد وصف الله حال المؤمنين بأنهم: "… أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ…" (الفتح، الآية 29). ولكن يبدو أن المسألة بيننا هذه الأيام معكوسة. وفي آية أخرى، يصف الله المؤمنين الذين سيأتي بهم بعد حالة الردة العامة بقوله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ…" (المائدة، الآية 54)، وابتدأ النص بالذلة على المؤمنين، لأنها الصفة المفقودة حينها. فما أحوجنا أن يلين بعضنا لبعض. وحين يكون التواضع للمؤمنين والحب بينهم، تكون العزة على الكافرين تلقائيا. إننا بحاجة إلى وعي وفهم، وبحاجة إلى تغليب قيم الرحمة، ولنفوّت على أعدائنا ما يريدونه من اقتتال وانشغال بأنفسنا. ولا بد من تراصّ الصفوف ودرء الفتن ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.
معلومات عن الفتوى: ما صحة هذا الحديث: (لا يعذب بالنار إلا رب النار) رقم الفتوى: 577 عنوان الفتوى: ما صحة هذا الحديث: (لا يعذب بالنار إلا رب النار) نص السؤال حديث "لا يعذب بالنار إلا رب النار" ما صحة هذا الحديث، وهل يصح استخدام لمبة صعق الناموس، وهل تدخل في الحديث؟ نص الجواب بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحديث رواه البخاري في كتاب الجهاد وكذا رواه أبو داود والترمذي والإمام أحمد وغيرهم، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية، وقال لهم "إن وجدتم فلانا وفلانا فأحرقوهما بالنار" ثم قال بعد ذلك "إني أمرتكما بإحراق فلان وفلان، والنار لا يعذب بها إلا رب النار، فإن وجدتموهما فاقتلوهما". ومع ذلك فقد روي عن بعض الصحابة أنهم أحرقوا من يعمل عمل قوم لوط، وعن علي رضي الله عنه أنه أحرق الغلاة الذي اتخذوه إلهاً من دون الله، فأما آلة صعق الناموسة فلا بأس باستعمالها، وذلك لأنه لا يوجد حيلة لابادته سوى هذه الآلة، وأيضا فليس أهلها هم الذي يقذفون الناموس فيها بل هو الذي يزج بنفسه فيها، كالفراش الذي يلقي نفسه في النار التي توقد في الصحراء. مصدر الفتوى: موقع ابن باز أرسل الفتوى لصديق أدخل بريدك الإلكتروني: أدخل بريد صديقك:
عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا حمرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تعرش فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «من فجع هذه بولدها؟ ، ردوا ولدها إليها». ورأى قرية نمل قد حرقناها، فقال: «من حرق هذه؟» قلنا: نحن. قال: «إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب... النار». رواه أبو داود بإسناد صحيح. ---------------- قوله: «قرية نمل» معناه: موضع النمل مع النمل. قال أبو داود: باب في كراهية حرق العدو بالنار، وذكر الحديثين. قال الخطابي: هذا إنما يكره إذا كان الكافر أسيرا قد ظفر به، وحصل في الكف. وقد أباح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تضرم النار على الكفار في الحرب، وقال لأسامة: «اغز على أبنا صباحا، وحرق». ورخص سفيان الثوري والشافعي في أن يرمى أهل الحصون بالنيران، إلا أنه يستحب أن لا يرموا بالنار ما داموا يطاقون، إلا أن يخافوا من ناحيتهم الغلبة فيجوز حينئذ أن يقذفوا بالنار. وقال على حديث ابن مسعود: وفيه دلالة على أن تحريق بيوت الذنابير مكروه، وأما النمل فالعذر فيه أقل. وذلك أن ضرره قد يمكن أن يزال من غير إحراق وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن نبيا من الأنبياء نزل على قرية نمل، فقرصته نملة، فأمر بالنمل فأحرقت، فأوحي إليه ألا نملة واحدة».
قال الشيخ الألباني: صحيح
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج، إني أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا، وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن وجدتموهما فاقتلوهما". وبحث العلماء تحت هذا الحديث آراء كثيرة، حتى ما يتعلق بالحيوان. والراجح أن هذا النص من النبي صلى الله عليه وسلم شامل، وهو خبر يفيد النهي والتحريم. إنها حرب كثرت فيها الرايات، وتنوعت الأهداف؛ فمن انتصار للمستضعفين المقهورين المكتوين بنار الظلم في سورية، إلى قتل للمجاهدين والمعارضين، لا لشيء إلا أنهم لم يبايعوا خليفتهم، فغدا هؤلاء عقبة حقيقية في مسيرة الجهاد التي سلكها أهل سورية. وهم إياهم الذين يقتلون أهل السُنّة في العراق، وقد زعموا أنهم جاؤوا نصرة لهم. ولم تسلم منهم حتى المساجد التي نسفوها بحجة وجود قبر فيها؛ أفلا يخرجون القبر بدل نسف المساجد؟! ولماذا هذه التصرفات ولم يعملها أحد من قبلهم أيام عزة الإسلام وقوته ورخائه؟! هل هم أحرص على هذا الدين ممن سبقهم؟! الجهل داء ومصيبة حين يستحكم. ولا نريد لشبابنا أن يسيروا وراء السراب، أو يقاتلوا تحت راية عُمِّيَّة غير معروفة؛ فعن أبي هريرة قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية.
وعلى المسلم أن يبتعد عن الشبهات، فضلا عن أن يلج في المحرمات، خاصة الدماء أو تكفير الناس. وهذا الدين واضح لا لبس فيه؛ فالحق أبلج والباطل لجلج. وهذا الدين منتصر ولو بعد حين. وعلى الأمة أن تتهيأ لسلوك سبل العزة وعيا ودعوة وفكرا ومعاملة، لا بفوضى القتل وإعطاء الصورة المشوّهة لهذا الدين، وتنفير الناس منه. فالفهم الفهم يا أمة الإسلام. *أكاديمي أردني